20 يناير 2017
العيون والأفلاج والكهوف من معالمها السياحية البارزة -
دماء والطائيين- أحمد بن محمد المعمري -
تقع دماء والطائيين بولاية شمال الشرقية وتجاورها شمالا ولاية قريات التابعة لمحافظة مسقط وجنوبا ولاية إبراء، ومن الشرق ولايتا القابل وبدية، ومن الغرب ولايتا المضيبي وبدبد. وعدد سكانها حوالي ١٩ ألفا و٤٤٢ نسمة يتوزعون في 51 قرية.
وترجع تسمية وادي الطائيين إلى انهيار سد مأرب في اليمن، حيث هاجرت القبائل العربية من هناك إلى أماكن متفرقة، فجاءت «قبائل طيئ» ضمن القبائل القحطانية التي نزلت وادي سمائل، ثم خرجت منه إلى «وادي الطائيين»، حيث استوطنت هناك، وصار الوادي منسوبا إليها، ثم لحقتها كذلك بعض القبائل العدنانية.
أما عن تسمية «وادي دماء»، فتقول الرواية التاريخية إن هذا الوادي شهد الكثير من الحروب الطاحنة التي أريقت خلالها الدماء الغزيرة، فعادت تسمية الوادي إلى تلك الأحداث. ومن أبرز فنونها التقليدية: فن الرزحة وفن العازي وفن الزفة وفن الميدان.
حرف وصناعات تقليدية
تشتهر ولاية دماء والطائيين بحرفتي الزراعة وتربية الحيوانات، فهي منطقة زراعية كثيرة المراعي بما يتناسب ونمو الثروة الحيوانية، حيث تعد المصدر الرئيسي لدخل الأهالي من مواطني الولاية، إضافة إلى الزراعة بمنتجاتها المختلفة، وأهمها التمور بأنواعها، وهي التي تنضج مبكرا بحوالي شهر تقريبا قبل أي ولاية أخرى في السلطنة، الأمر الذي يوفر عائدا ماليا جيدا لأصحاب مزارعها كنتيجة للتسويق المبكر وزيادة الطلب لمحصول الرطب، ومن أهم الصناعات التقليدية التي تشتهر بها الولاية صناع الفخار والنسيج وصياغة الحلي.
السياحة والمعالم الأثرية والطبيعية
تضم ولاية دماء والطائيين بعض المعالم الأثرية المتمثلة في الحصون والأبراج والمساجد القديمة، حيث يوجد بها ثلاثة حصون في كل من بلدة الحمام وبلدة خبة وبلدة الحصن إضافة إلى 87 برجا تنتشر في مختلف أنحاء الولاية.
وتعتبر العيون والأفلاج والكهوف من المعالم السياحية البارزة في ولاية دماء والطائيين، ومن أهم العيون عين فلج المر، عين فلج المسفاة وعين السخنة، أما الأفلاج فمن أهمها فلج العقداني وفلج القرية وفلج اللويلي وفلج التحت، إضافة إلى انتشار الأفلاج الغيلية بالولاية التي يقدر عددها بحوالي 200 فلج.
ومن معالم الولاية السياحية وادي ضيقة الذي يعتبر من أخصب الأودية في المنطقة وأوفرها ماء، حيث تصب فيه جميع أودية الولاية وهو الرافد الأساسي لسد وادي ضيقة بولاية قريات، ويعتبر بمثابة ملتقى لجميع روافد مياه الولاية، مما يكون لذلك من أثر جيد في وفرة المياه بهذه المنطقة بغزارة على مدار العام.
كذلك تعتبر منطقة سموط من المناطق السياحية التي تشتهر بها الولاية، حيث تتوفر بها المياه المتدفقة والأشجار وارفة الظلال بمساحات واسعة.
أما بالنسبة لمحبي صعود الجبال الشاهقة، فقد تم ربط الجبل الأبيض بشارع ترابي مما يتيح الفرصة لعشاق التحدي لزيارة هذه المنطقة التي تتميز بأجواء مشابهة لأجواء الجبل الأخضر.
وتم مؤخرا اكتشاف أحد الكهوف الكبيرة الذي يسمى كهف أبوهبان ببلدة سوط الذي يعد أحد المعالم التي تضيف إلى هذه الولاية عوامل الجذب السياحي.
مشاريع تنموية
تنعم دماء والطائيين منذ إشراقة النهضة بعدد من المشاريع التنموية والتطويرية التي غطت مختلف القطاعات والبنى الأساسية بالولاية، حيث تزخر بطرق معبدة وإنارة وغيرها من المشاريع التنموية التي تنعكس جليا على انتعاش الجانبين الاقتصادي والسياحي بالولاية.
ورغم أن ولاية دماء والطائيين عرفت بطبيعتها التضاريسية والجغرافية الصعبة إلا أن حكومة جلالة السلطان المعظم ذللت تلك الصعاب، فتوفرت كل الخدمات الأساسية والضرورية لأبناء هذه الولاية، فما تحقق في هذه الولاية رغم تضاريسها لهو أشبه بالمعجزة.
الطرق بدماء والطائيين
في مجال الطرق تم رصف طريق الولاية الرئيسي محلاح الجرداء وكذلك رصف طريق نيابة دماء الرابط بين محلاح وقفيفة بولاية إبراء وكذلك رصف طريق محلاح إسماعية الرابط بقرية النبأ بولاية القابل. كما تم رصف وإنارة معظم الطرق الداخلية في الولاية ونيابتها.
أما الطرق الترابية فقد تم شق الكثير من الطرق الترابية بالولاية لا سيما الطرق المؤدية إلى التجمعات السكنية بالجبل الأبيض من قرى عجما وغبرة الطام وإسماعية وربطها بولاية قريات عن طريق الجبل الأبيض. كما تم شق طريق الطائيين العامرات بمحافظة مسقط إلا أنه توقف عن الحركة بسبب الأنواء المناخية في عام 2009م.
ومن أبرز المشاريع التي يتم إنجازها في الفترة الحالية بالولاية مشروع رصف طريق الوادي الشرقي محلاح (مركز الولاية) ـ إسماعية الذي يبلغ طوله حوالي 43 كيلومترا، ويخدم جميع قرى الوادي الشرقي، ومشروع رصف طريق المسفاة بحوالي 10 كيلومترات.
خدمات حكومية
أنشأت الحكومة المصالح والمراكز الحكومية بالولاية لتقدم خدمتها للمواطنين ومنها مكتب الوالي ومكتب البلدية ودائرة التنمية الزراعية والمحكمة الابتدائية ومستشفى دماء والطائيين والمراكز الصحية والمدارس. ففي المجال الصحي قامت وزارة الصحة بإنشاء مستشفى في مركز الولاية محلاح، وكذلك تم إنشاء ثلاثة مراكز صحية بقرية مس ونيابة دماء وقرية إسماعية وجميعها مزودة بأحدث الأجهزة الطبية وبالكوادر الطبية والمؤهلة وجميعها تقدم الرعاية الصحية الأولية للمواطنين في الولاية.
أما في مجال التعليم فقد أنشأت بالولاية خمسة عشر مدرسة للبنين والبنات في مختلف قرى ومناطق الولاية زودت بالمختبرات اللازمة وبالكوادر التعليمية المؤهلة وكلها مبنية بالطراز الحديث. أما في قطاع الإسكان فقد نالت الولاية نصيبا جيدا من بناء مساكن لأسر الضمان الاجتماعي ومحدودي الدخل بمختلف قرى ومناطق الولاية لاسيما في التجمعات السكنية في الجبل الأبيض.
وفي مجال الكهرباء والمياه عمت شبكة الكهرباء كل القرى والتجمعات السكنية بالولاية رغم تضاريسها الجغرافية الصعبة، كذلك تم توصيل المياه في جميع القرى عن طريق الناقلات التي تنقل المياه من مختلف الآبار الارتوازية التي أنشأتها الهيئة بمختلف المناطق.
الخدمات بنيابة دماء
حظيت نيابة دماء بالعديد من الخدمات ففي قطاع التعليم توجد أربع مدارس بالنيابة تعمل في الفترة الصباحية مع وجود مدرسة واحدة تعمل في الفترة المسائية. كما تنعم النيابة بمركز صحي يخدم جميع فئات المجتمع.
ومن أبرز الخدمات التي حظيت بها النيابة شق طريق معبد يربط بين النيابة ومركز الولاية وبينها وبين ولاية إبراء، وكذلك العديد من الطرق الداخلية بالإضافة إلى خدمتي الكهرباء والهاتف النقال.
https://www.omandaily.om/عُمان اليوم/دماء-والطائيين-إعجاز-تنموي-رغم-صعوبة