المؤرخ سيف بن حمود البطاشي

أثير- تاريخ عمان

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي



 

قدّمت عمان للأمتين العربية والإسلامية على مر العصور سلسلةً طويلة متواصلة دون انقطاع من العلماء والمؤرخين والأدباء والشعراء ورجال الطب والفلك وعلوم الرياضة وغيرها من المجالات، ممّن أثروا الساحة الفكرية الإسلامية بمؤلفاتهم ومنجزاتهم التي كانت دليلا لا تخطئه العين على مدى التقدم الفكري الذي وصلت إليه الدولة العمانية في مختلف عصورها.

وصادف يوم التاسع من سبتمبر الحالي الذكرى العشرين لوفاة أحد العلماء والمؤرخين المهمين الذي ظهروا في المائة سنة الأخيرة والذي يعد امتدادا لمؤرخين كبار من أمثال الأزكوي، وابن رزيق، والسالمي، والذي رفد المكتبة العمانية بعدد من العناوين التاريخية المهمة التي شكلت إضافةً مهمة لها، وأتاح لمن أتى من بعده من الباحثين سهولة الحصول على كثير من المعلومات التاريخية المهمة التي كان بعضها مبهما.

 إنه الشيخ المؤرخ سيف بن حمود البطاشي الذي تقترب منه “أثير” في هذا التقرير لتقدم نبذةً مختصرة عن أبرز محطات حياته، مؤلفاته، والشهادات التي قيلت في حق جهوده البحثية، وعناوين أخرى متعلقة بهذه الشخصية العلمية المهمة.



نسبه وولادته

هو الشيخ العلامة سيف بن حمود بن حامد بن حبيب البطاشي، ولد في الثالث والعشرين من رمضان عام 1347 هـ ببلدة (إحدى) من أعمال ولاية دما والطائيين، وهي بلدة أنجبت العديد من العلماء الكبار، وكانت بداية خطواته مع العلم من خلال تعلمه على يد عدد من المشايخ منهم عدي بن أنيس البطاشي الذي تعلم على يديه القرآن الكريم، ثم أخيه محمد بن أنيس الذي تعلّم معه مبادئ الفقه، ثم ذهب إلى نزوى حيث تعلم في مدرسة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، كما تعلم على يد علماء كبار آخرين منهم الشيخ خلفان بن جميل السيابي، والشيخ عبد الله بن عامر العزري، والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري.

أعماله الوظيفية

 

مارس الشيخ سيف البطاشي العديد من الأعمال وتنقل بين عددٍ من المحطات الوظيفية كان يجمع بينها العلم والبحث والاطلاع، فقد اشتغل منذ عام 1960 في القضاء، فكان قاضيا على جعلان بني بو حسن، وضنك، وإبراء، وقريّات، والسيب، وبوشر، ودما والطائيين، ثم عيّن في عام 1981 بوزارة التراث القومي والثقافة لمدة ست سنوات لتصحيح المخطوطات ومراجعتها، وفي عام 1991 عمل بمكتبة السيّد محمد بن أحمد البوسعيدي مصححا وباحثا.



مؤلفاته

على الرغم من تأخره في الإنتاج الفكري للمرحلة الأخيرة من حياته؛ إلا أن الشيخ سيف البطاشي كان غزيرا في إنتاجه، حيث أنجز العديد من المؤلفات المهمة من بينها: إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان، وهو مؤلف يتكون من ثلاثة أجزاء بذل المؤلف فيه جهدا كبيرا لتتبع سير العديد من العلماء العمانيين في مختلف المجالات، وكتاب إرشاد السائل إلى معرفة الأوائل، وكتاب تاريخ المهلّب القائد وآل المهلّب، وكتاب دما ومآثرها التاريخية، وكتاب الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد الذي تناول بالتفصيل ومن خلال الرجوع إلى العديد من الوثائق النادرة سيرة الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية، وله كذلك كتاب فتح الرحمان ومورد الظمآن في جوابات الشيخ سلطان، وهو مجموع جوابات الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت البطاشي من علماء القرن الثالث عشر، وفي المجال الأدبي له كتاب إيقاظ الوسنان في شعر وترجمة الشيخ خلف بن سنان الذي يتناول سيرة وشعر أحد أشهر الشعراء والعلماء زمن الدولة اليعربية، والذي كان يضرب بمكتبته المثل في عدد الكتب التي ناهزت التسعة آلاف كما ورد في بعض أبيات الشاعر خلف بن سنان الغافري.

 

مكتبته

خلّف الشيخ سيف بن حمود البطاشيمكتبةً مهمة في بلدته “إحدى” تحتوي على حوالي (2600) كتاب، و(70) مخطوطة.



اهتمامه بالمخطوطات والأدلة التاريخية

كان الشيخ سيف كمؤرخٍ يبحث عن المعلومة والدليل أيا كان مكانه دون مبالاةٍ بالصعوبات والعوائق التي قد تواجهه، فكان يزور المقابر التي تحتوي على الأصلاف والشواهد وينقل المعلومات التي بها، ويتواصل مع أصحاب المخطوطات لأخذ نسخٍ منها قد تفيده في بعض الجوانب البحثية التي يشتغل عليها، وما الوثائق والمعلومات المهمة التي احتوتها كتبه والتي أتت بالجديد من المعلومات التي لم تكن معروفةً من قبل، أو صحّحت لمعلوماتٍ أخرى إلا دليل على طول نفَسه وسعةِ باله، ومن القصص التي تُحكى عن اهتمامه بالمخطوطات ما يرويه الباحث منذر السيفي أن الشيخ سيف بلغه أن شابًا في الحمراء ورث بعض المخطوطات فرحل من أجل الحصول على نسخةٍ منها، ولما وصل الحمراء قال له الشاب إن المخطوطات موجودة في البيت القديم، فلما ذهبوا إليه وجدوا أن السقف قد سقط على المخطوطات، فأخذ الشيخ يبكي كيف لكنزٍ عظيم يدفن تحت الأرض، فطلب آلة حفر وأخذ يحفر بنفسه حتى أخرج المخطوطات من تحت الأنقاض.



كما أورد الباحث محمد السيفي في الجزء الرابع من النمير أن الشيخ سيف عندما زار مقبرة الأئمة بنزوى بمعية والده الشيخ عبد الله بن سعيد السيفي واتجه بالقرب من قبور الأئمة على الجهة الشرقية صرخ أن في هذه المقبرة كنوزًا كثيرة، وقال: سأطلب من التراث أن تأتي هنا وتصور، لكنه توفي قبل أن يدرك ذلك.

تواضعه

عرف الشيخ سيف كعادة كثيرٍ من العلماء والباحثين الحقيقيين الذين يولون عملهم وبحثهم الاهتمام الأكبر بعيدًا عن كل ما يشغلهم عنه، بالتواضع، وهناك العديد من القصص التي تحكي عن تواضعه من بينها: أن سائلا جاء يستفسر معه عن مسألة معينة، فقال له يا شيخ، فقال له الشيخ سيف: لا تقل لي شيخ، وإذا كان ولا بد فقل لي عمي سيف.

ومن تواضعه كذلك أنه كان يطلب من النساخ الذين ينسخون له أن يمتنعوا عن ذكر أي لقب أو ثناء في حقه.

ونشر هلال بن خلفان البطاشي على صفحته في تويتر في 14 أغسطس 2012 “أدركتُ جدي سيف بن حمود البطاشي المؤرخ المعروف في طفولتي وكان الناس عندنا مع تقديرهم له ينادونه: “عمي سيف” وليس “الشيخ سيف“.

شهادات

كان الجهد الكبير الذي بذله الشيخ البطاشي في البحث عن المعلومة التاريخية، وتقصيه للبحث عن الوثائق والمخطوطات والأدلة بمختلف أنواعها محل تقدير وإعجاب العديد من العلماء والباحثين والمختصين، وتوجد العديد من شهادات الثناء على ذلك الجهد من بينها شهادة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي الذي أثنى على كتابة الشيخ سيف البطاشي في بعض أعماله بقوله: ” اطّلعت على ما حرره الشيخ الكاتب الباحث الثقة سيف بن حمود بن حامد البطاشي في هذه الأوراق من تاريخ الأئمة الثلاثة” حفص بن راشد، وراشد بن سعيد، والخليل بن شاذان، ………، وكل ما ذكره الشيخ وجدته صحيحًا، وقد كان في نفسي من بعض ذلك من قبل أن أطّلع على هذا التحرير، فالحمد لله على توارد الخواطر”.

كما أثنى العلامة سعود الكندي على الشيخ سيف البطاشي بقوله ” كان الشيخ سيف بن حمود البطاشي عالما جليلا لم أر مثله في علم الأنساب والتراجم”.

 ويرى الباحث محمد بن عامر العيسري أن تجربة الشيخ سيف بن حمود البطاشي في سبر أغوار الوثيقة العمانية تعد تجربةً رائدة بامتياز كما تتجلى في كتبه إتحاف الأعيان والطالع السعيد وفتح الرحمن، ويضيف الباحث العيسري أن الشيخ سيف بن حمود البطاشي نقل في كتابه إتحاف الأعيان وثائق تعود إلى حقبة النباهنة جمعها من بطون المخطوطات ولم يتناولها من سبقه من المؤرخين.



وفاته

بعد حياةٍ علميةٍ حافلة بالكثير من الأعمال والمنجزات الفكرية سواءً على مستوى عمله كقاضٍ أو كباحثٍ ومنقّبِ عن الآثار والمخطوطات، ومؤلفٍ للعديد من العناوين التاريخية والأدبية الهامة، توفي الشيخ سيف بن حمود البطاشي إثر مرضٍ عضال وهو على مشارف السبعين من عمره، وذلك في 23 رمضان 1420هـ ، الموافق التاسع من سبتمبر 1999.

 

تكريم

اعترافا وتقديرا للجهد الكبير الذي قام به الشيخ البطاشي في خدمة التاريخ العماني فقد نظم المنتدى الأدبي ندوة بعنوان  “قراءات في فكر الشيخ سيف بن حمود البطاشي”، شارك فيها نخبة من الكتاب والأدباء العمانيين، وتم من خلالها تقديم عدد من أوراق العمل التي تناولت مجموعة من المحاور من بينها:(حياة الشيخ سيف البطاشي)،و (مؤلفات الشيخ سيف البطاشي التاريخية)، و(الشيخ سيف البطاشي فقيها وقاضيا), و(مخطوطات مكتبة الشيخ البطاشي)، و(أدب التراجم لدى الشيخ سيف بن حمود البطاشي)، و( مصادر الشيخ سيف البطاشي في مؤلفاته)، و(دور الشيخ سيف بن حمود البطاشي في تحقيق قضايا التاريخ العماني).

المراجع

1-  السيفي، محمد بن عبد الله. النمير حكايات وروايات، الجزء الرابع، مكتبة الأنفال.

2-  السيفي، منذر بن عبد الله. محاضرة عن حياة الشيخ سيف بن حمود البطاشي، جامع الجديدي، السويق،٢١/١/٢٠١٦م.

3-  معلومات عن الشيخ سيف بن حمود البطاشي، صفحة أبو اليقين السليماني، تويتر، 23 مارس 2017.

4-  صفحة محمد بن عامر العيسري، تويتر، 12 نوفمبر 2012

صور من مؤلفاته

     







الصور من عدد من المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي بشبكة المعلومات العالمية.

أهم الشخصيات التاريخية بولاية دماء والطائيين

الشخصيات مثل : هلال بن سعيد ابن عرابه (حي في :1273هـ/1857) ،

ابن عرابة: هلال بن سعيد بن عرابة، شاعر هاجر الى افريقيا، وخصص ديوانه "جواهر السلوك في مدايح الملوك " في مدح السلطان سعيد بن السيد سلطان بن أحمد بن سعيد، وقد طبعته وزارة التراث القومي والثقافة سنة 1984 بتحقيق الدكتور داوود سلوم.

 

لم نعثر على تاريخ ولادته ولا وفاته، ولكنه ينتمي الى شعراء القرن الثالث عشر الهجري حسب تصنيف الخصيبي في "شقائق النعمان"، بيد أن محقق الديوان يذكر أن المخطوطة بقلم الشاعر نفسه وقد أرخها بتاريخ 1342هـ- 1924 وهذا وهم من المحقق لأن السلطان سعيد بن سلطان الذي اختص الشاعر بمدحه كانت فترة حكمه بين (1806-1856م)، وسنة 1924م التي ذكرها المحقق بعيدة جدا عن هذه الفترة، ولعل التاريخ الصحيح للنسخ كان سنة 1242هـ أي سنة 1826م.

 

سيف بن حمود البطاشي (ت:1420هـ/1999م).

 

 

هو الشيخ العلامة سيف بن حمود بن حامد بن حبيب البطاشي، ولد في الثالث والعشرين من رمضان عام 1347 هـ ببلدة (إحدى) من أعمال ولاية دما والطائيين، وهي بلدة أنجبت العديد من العلماء الكبار، وكانت بداية خطواته مع العلم من خلال تعلمه على يد عدد من المشايخ منهم عدي بن أنيس البطاشي الذي تعلم على يديه القرآن الكريم، ثم أخيه محمد بن أنيس الذي تعلّم معه مبادئ الفقه، ثم ذهب إلى نزوى حيث تعلم في مدرسة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، كما تعلم على يد علماء كبار آخرين منهم الشيخ خلفان بن جميل السيابي، والشيخ عبد الله بن عامر العزري، والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري.

 

عمرو بن عدي البطاشي (ولد في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري)

 

ولد في قرية (إحدى قرى ولاية دماء والطائيين – الشرقية) في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، وفيها توفي. عاش في عمان.

تلقى معارفه الأولى في قريته، ثم رحل إلى مدينة سمائل، وفيها أخذ العلوم الدينية عن الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي.

تولى القضاء إبان حكم السلطان فيصل بن تركي البوسعيدي، وكان واحدًا من أعيان قومه، وله معرفة في علم الأسرار الروحانية، وكانت له مكتبة ضخمة تضم الكثير من الكتب الفقهية واللغوية تلاشت بعد وفاته ووفاة ابنه عدي بن عمرو البطاشي.

الإنتاج الشعري: له بعض المقطوعات الشعرية ضمن كتاب «قلائد الجمان في أسماء بعض شعراء عمان».

المتاح من شعره -وهو قليل- يدور حول المدح الذي اختص به السلطان تركي بن سعيد، ثم ولده السلطان فيصل، يميل إلى المبالغة فيما نظم من مدح، اتسمت لغته بالطواعية مع ميلها إلى تغليب الفكرة، وملاحقة المضمون، وخياله قريب.

 

سلطان محمد البطاشي (ولد في العقد الرابع من القرن الثالث عشر الهجري)

 

ولد في قرية إحدى (بولاية دماء والطائيين – عمان)، في العقد الرابع من القرن الثالث عشر الهجري، وتوفي في سمائل. قضى حياته في عمان وفي زنجبار.

 

تلقى في قريته العلوم الدينية وعلوم اللغة، ثم رحل إلى مدينة سمائل وتلقى عن علمائها، كما راسل بعض علماء عصره منهم: ناصر بن أبي نبهان، ومهنا بن

خلفان البوسعيدي، وحماد بن محمد بن سالم البسط وغيرهم، كما لازم سعيد بن سلطان في رحلته إلى زنجبار.

كان واليًا على الرستاق في عهد حمود بن عزان البوسعيدي، كما تولى القضاء للإمام عزان بن قيس بسمائل، وكان مرجعًا في الإفتاء ومسائل العلم.

الإنتاج الشعري: له قصائد وردت ضمن مصادر دراسته منها: نونية في توحيد الباري وصفاته في مائة بيت، وقصيدة في تنزيه الباري.

فقيه نظّام، المتاح من شعره قليل، نظمه على الموزون المقفى في الأغراض المألوفة من مدح ورثاء وتقريظ كتب، أكثر شعره يدخل في باب الشعر الديني والنظم العلمي، خصه في توحيد الباري وذكر صفاته وتنزيهه والرد على من قال برؤيته، يتضمن بعض معاني الوعظ والإرشاد، ويعكس سعة ثقافته الدينية، يتميز بفخامة اللغة ومتانة التراكيب.

 


عدد الأفلاج بولاية دماء والطائيين

يعتمد سكان ولاية دماء والطائيين على الأفلاج في الري والاستعمالات اليومية ، ففيها حوالي 224 فلجاً ، منها 187 فلجاً حياً.

أهم المعالم الطبيعة بولاية دماء والطائيين

من معالمها الطبيعية : الجبل الأبيض وكهف بوهبان ووادي ضيقة وعين المر، وعين السخنة وعين المسفاة وعين عجماء وعين العجف وعين المدبغة وعين تماه وعين مقطع وعين الزرقاء

أهم التجمعات السكانية بولاية دماء والطائيين

جمعاتها السكانية حوالي 112 تجمعاً، منها : محلاح والغبيرة والخطم والحاجر واسماعية ومس وغبرة الطام وخبة وسوط  والمسفاة والحصن  والقرية  والولجة 

المواقع التاريخية بولاية دماء والطائيين

مثل : حصن بلدة الحمام وحصن بلدة خبة وحصن بلدة الحصن

الحرف التقليدية في دماء والطائيين

وتشتهر ولاية" دماء والطائييين" بحرفتي الزراعة وتربية الحيوانات فهي منطقة زراعية كثيرة المراعي التي تتناسب ونمو الثروة الحيوانية, حيث تعد المصدر الرئيسي لدخل الأهالي من مواطني الولاية.

إضافة إلى الزراعة بمنتجاتها المختلفة، وأهمها التمور بأنواعها، والتي تنضج مبكرا بحوالي شهر تقريبا قبل أي ولاية أخرى في السلطنة، الأمر الذي يوفر عائدا ماليا جيدا لأصحاب مزارعها كنتيجة للتسويق المبكر لمحصول التمور. ومن أهم الصناعات التقليدية: صناعة الفخار، النسيج ،صياغة الحلي، والحدادة

أفلاج وعيون ولاية دماء والطائيين

  •  عين فلج المر
  • -عين فلج السخنة
  • -عين المسفاة
  • -وعين السخنة.
  • أما الأفلاج فمن أهمها:
  • -العقداني
  • -القرية
  • -اللويلي
  • -العين
  • -التحت
  • -وفلج قر

إضافة إلى انتشار الأفلاج "الغيلية" بالولاية والتي يقدر عددها بحوالي 200 فلج وهناك وادي" بني ضيقة الذي يعتبر من أخصب الودية في المنطقة وأوفرها ماء.

ولاية دماء والطائيين.. مناظر خلابة وطبيعة ساحرة تجذب السياح

ولاية دماء والطائيين.. مناظر خلابة وطبيعة ساحرة تجذب السياح



«سموط» من أجمل مناطقها.. و«وادي ضيقة» وجهة سياحية –
المظلات ودورات المياه والخدمات لا تفي بالغرض المطلوب مع ازدحام الموقع –
إعداد وتصوير – أحمد بن محمد المعمري –

تعتبر ولاية دماء والطائيين من الولايات المتميزة بتنوع تضاريسها التي تجمع بين السفوح والجبال التي تعانقها الأشجار والمزروعات على امتداد الأودية الخصبة، حيث تعطيها صورة خلابة وترسم سحر الطبيعة الجميلة.
ولاية دماء والطائيين تجذب الزوار إليها لجمالها ورونقها، وتزخر بمناظر خلابة تريح النفس وتزيل الملل، وتكثر في الولاية الأودية الجارية على مدار السنة.
يرتادها السياح من مختلف محافظات السلطنة بصفة مستمرة وخاصة في أيام الإجازات الرسمية حيث يجد السائح الطبيعة الملائمة للراحة النفسية وتغيير جو المنزل والعمل والأجواء المعتادة.

وتعد منطقة «سموط» في الولاية من أجمل المناطق السياحية فيها، حيث تتوفر فيها المياه بصفة دائمة وتتميز بانزوائها عن المناطق السكنية حيث يجد السائح فيها الراحة النفسية متناغما مع الطبيعة والهدوء.
ومن المواقع السياحية «الشخرة» وتقع على بعد ثلاثة كيلومترات من مركز الولاية محلاح باتجاه طريق نيابة دماء، حيث يقصده السياح من مختلف ولايات السلطنة، ولا يكاد يخلو يوما من أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع، لتمتعه بوفرة المياه طوال العام، كما يجد السائح فيه متنفسا لقضاء يوم ممتع بين المشي على جانبي الوادي بمسافة تزيد عن ثلاثة كيلومترات باتجاه رأس الوادي، كما يتميز بتوافر البرك المائية الطبيعية المهيأة للسباحة والاستجمام، ويوجد بالموقع مظلات يستظل تحتها السياح لطبخ وتناول وجباتهم، كما توجد بالموقع دورات مياه ، إلا أنها لا تفي بالغرض المطلوب مع ازدحام الموقع بالسياح.
وتحتاج منطقة «الشخرة» إلى استغلال أمثل من قبل جهات الاختصاص لتكون متنزها يلبي احتياجات القادمين من مختلف محافظات السلطنة والقاطعين مئات الكيلومترات، ومنها على سبيل المثال منتجع يستغل وفرة المياه والطبيعة الخلابة للموقع بتضاريسها الجبلية الشامخة.
ومن أحد الأودية المشهورة وادي «ضيقة» ويعد نقطة تجمع مختلف الأودية بالولاية وهو المصب الرئيسي والأخير لهذه الأودية الذي ينتهي بسد وادي ضيقة بولاية قريات ثم يصب في بحر العرب.
يتميز هذا الموقع بوفرة المياه طوال العام وتكمن جماليته في تجمع المياه ومرورها من مكان واحد لتشكل تيارا نهريا يجذب السائح ويبهج النفس بصوت خريره المتدفق وصفاء مائه الجاري، كما يمتاز هذا الموقع بتجمع المياه في برك عميقة ملاصقة للجبال الشاهقة التي تبهر الناظر بعلوها وكبر حجمها مما يجعل الإنسان يتفكر بعظمة الخالق لمثل هذه الجبال، كما أن انسيابية المياه من بين تلك الجبال هو الطابع الآخر لمغريات الطبيعة الخلابة في هذا الوادي.
ويتكدس الزائرون والسياح ومحبو الطبيعة والرحلات على طول هذا الوادي من بداية مدخله بالقرب من قرية غبرة الطام مرورا بأشجار النخيل الموازية على طول ذلك المكان لتشكل شريطا أخضر يعانق المياه بحميمية التآلف الجميل بين الماء والخضرة ليزداد بهاءً بصورة الجبال الشامخة وخشونة أحجارها ورقة ظلالها التي تلطف الجو من حرارة الشمس لاسيما في فصل الصيف.
كل هذه المقومات السياحية الطبيعية كانت ملاذا خصبا للاستجمام وقضاء أجمل الأوقات مع الأصدقاء والعائلة، وفي الجانب الآخر لابد من توفر الخدمات التي يحتاجها السائح في مثل هذه المواقع كدورات المياه لتكون على مقربة من مثل هذه المواقع وكذلك توفر المظلات السياحية ليجد السائح الظل الوفير والاستمتاع بتلك المناظر الجذابة، ولابد من تهيئة الطريق المؤدي إلى تلك المواقع بمعالجة سطحية أو رصفه ليسهل عملية الوصول إلى مدخل وادي ضيقة بقرية «تول» كما يأمل المرتادون لهذه المواقع توفير بعض المحلات التجارية والمقاهي. وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في الفترة الأخيرة، في الترويج للولاية بانتشار الصور الخلابة، الأمر الذي جعل الكثير من المواطنين والمقيمين يقصدون الولاية وهذا الوادي لا سيما في أيام الإجازات.

ارقام مشتفيات محافظة شمال الشرقية



المركز الصحي المضيبي 
مركز صحي القابل 
مستشفى بـــدية 
مستشفى دماء والطائيين
 صيدلة مسقط 
مستشفى سمد الشأن 
صيدلة مسقط 
مستشفى سناو 
مستشفى وادي بني خالد

ارقام أماكن أقامة بمحافظة شمال الشرقية



فندق الغــزلان
 مخيم العـريـش
 استـــراحة القابـــل السياحية 
مخيم الـف ليـلة 
مخيم البـــــر السياحي 
مخيم الراحـــة السياحي
 مخيم الرحالة السياحي 
مخيم المهـــا العــربي 
مخيم بـــدية السياحي
 مخيم ليالي الصحــراء السياحي
 مخيــم سـفاري الصحــراء
 منتجع الرمـال الذهبـــية
 استــــراحة ليالي الشـــرقية
 فنـــدق رمال الشــــرقية 
استــراحة ابـــراء السياحية 
فنــــدق ابـــراء استــراحة 
واحــة نهــار استراحة 
عين صفنان 
استـــراحة ســـــناو

وادي الطائيين




يمتد وادي الطائيين إلى الشمال الغربي من الطريق الواصل بين بدبد وصور لنحو ١٥ كيلومتراً إلى الشمال الغربي من منعطف ولاية المضيبي. ويشجع الطريق الجديد المتميز الذي يشق قلب الوادي على الاستكشاف والمؤدي إلى قرية محلاح ً المترامية ا/طراف موجدة بذلك مشهداً رائعا مع شقه الحجر الجيري باتجاه الشمال، إلى الجنوب منه يرتفع لــ ١٨٠٠ متراً وتكون صخور “ا/فيوليت». وإذا ما أخذت الطريق الواقع إلى الجنوب من قرية محلاح، فستصل إلى وادي دماء. وإلى الشمال الغربي ً من قرية محلاح، تشق أودية عميقة الحجر الجيري. ويتسم هذا المسار بكونه واقعا في طريق وعر ومتعرج

وادي دماء



يعد وادي دماء أحد المناطق ا/كثر جذبا ً وإثارة ُ في عمان، ويقع الوادي بين مجموعة كتل كبيرة من الجبال الواقعة إلى الشمال الغربي من ولاية إبراء. تتميز المنطقة بكونها َ تضم قرى ً صغيرة ً وواحة ً جميلة للنخيل تحاط بغلاف من جبال ا/فيوليت ذات اللون البني، ويأخذك المنعطف من منطقة الحايمة في الطريق الواصل بين بدبد وصور إلى الاستكشاف باتجاه الشمال. وتمر با/ودية التي يوجد بها الكثير من البرك المائية، ثم ً يرتفع /على الجبال ثم ينزل مرة أخرى إلى الوادي اfخر. وتعد مجموعة القرى والواحات التي مركزها قرية الحيل منطقة مثالية للاستكشاف على نحو أجمل وأعمق .

خبة بني سعد






خبة بني سعد يقع المركز اداري لبلدة "محلة" على بعد حوالى ٣٠ كم من تقاطع ولاية دماء والطائيين على طريق بدبد-إبرا، قرب المنعطف المؤدي إلى سمد الشان. ويمر الطريق ً العام المتجه غربا عبر بعض المناظر الطبيعية الخلابة، ثم يصل بعد حوالى ٣٥ كم إلى القرية الجميلة "خبة بني سعد". وتتفرع الواحة الموجودة في القرية على جانبي ً الوادي وتحتوي على مزيجا من أشجار النخيل وعلف الماشية، حيث تعتبر القرية واحدة من أكثر المناطق خصوبة.

عين وغلة





في عمق قلب ولاية دماء والطائيين تقع إحدى ينابيع المياه في السلطنة والتي تعرف باسم "عين وغلة" والتي تنبع من بين صخور ا/فيوليت في الجبال. وعلى بعد حوالى ٣٠ كم من تقاطع ولاية دماء والطائيين على طريق بدبد-إبراء قرب مدخل سمد الشان تقع قرية صغيرة تعرف باسم "مس". كما يوجد منعطف صغير إلى الجنوب عند مركز القرية يؤدي إلى فلج صغير، وبعدها يوجد منعطف إلى اليسار يقود إلى مسار وعر يوجد على طرفه ا/يمن مكان vيقاف المركبة. ويمكن التمتع بالتنزه سيراً على ا/قدام على طول الوادي حيث تتشعب ً الطرقات بين الجبال البنية الداكنة بين سلسلة من برك المياه، والتي يحوي بعضها مياها ً زرقاء صافية مذهلة مع وجود رواسب من الكالسيت ا/بيض، وصولا إلى منبع المياه الذي تتدفق منه الجداول. إن مسافة المشي قد لا تتجاوز ٢ كم، وعلى الرغم من أنها تتطلب بعض اللياقة البدنية وحمل كمية كافية من مياه الشرب، ولكن جمال الطبيعة ا/خاذ والسكون يجعلها رحلة تستحق العناء.

عين قعبت الكبريتية تضفي جمالا على طبيعة دماء والطائيين

عين قعبت الكبريتية تضفي جمالا على طبيعة دماء والطائيين

من المواقع السياحية بالولاية –

دماء والطائيين – أحمد المعمري –

نظم فريق عمان للمغامرات رحلة استكشافية بين جبال ولاية دماء والطائيين لاستكشاف عين قعبت الكبريتية الواقعة خلف جبال قرية مس. بدأت الرحلة التي انطلقت من مسقط مساءً ليخيم بعدها الفريق في قرية هندروت التي تبعد عن قرية مس حوالي ثلاثة كيلومترات وعند الخامسة والنصف صباحا انطلق الفريق إلى قرية مس لتبدأ معهم رحلة المغامرات مشيا على الأقدام بين ثنايا الجبال الشامخة بعلوها، حيث يمر الطريق المؤدي إلى العين ببعض المنحدرات في رحلة مليئة بالتشويق والإثارة.
كما يمر الطريق بين الأودية والجبال حيث تجري المياه لمسافات طويلة يتزود منها المغامرون بالمياه العذبة التي تنحدر بين الصخور راسمة صورة جمالية للطبيعة الخلابة التي تمتاز بها ولاية دماء والطائيين. وبعد مرور ما يزيد عن 30 دقيقة سيرا على الأقدام مرورا ببعض المنحدرات والمياه الجارية والطبيعة الصخرية يصل بك الطريق إلى العين التي حباها الله بصورة جمالية عكست إبداع الخالق في خلقه، حيث تنتشر في المكان برك مائية تجمع بين اللونين الأزرق والأخضر مختزلة كمية كبيرة من الكبريت ، كما تتجمع بعض قطع الكبريت الصلبة في أعلى المياه وبإمكان الزائر ملامستها. إن هذه البيئة المتنوعة التضاريس تسهم في رفد القطاعين السياحي والبيئي بالسلطنة وتساعد على استقطاب السياح إلى هذا الموقع الذي يمتاز بالهدوء، ويمكن للزوار الاستظلال بالجبال في بداية الصباح. ويسعى فريق عمان للمغامرات من خلال هذه الرحلة الشبابية إلى غرس ثقافة استكشاف المواقع السياحية بمختلف ولايات السلطنة ، كما يسعى إلى التعريف بهذه المواقع بين أفراد المجتمع والترويج لها داخل السلطنة وخارجها، بالإضافة إلى نشر ثقافة رياضة المشي بين الجبال وفي أعماق الأودية.
وتمتاز عين قعبت الكبريتية بألوانها الجذابة وتشكيلات البرك المائية المنبثقة منها لتعكس جمالية لم تخطر في بال السائح أو الزائر لها. ورغم هذا الجمال الطبيعي الذي تخفيه أسرار الطبيعة الجبلية بولاية دماء والطائيين إلا أنه بحاجة ماسة إلى تأهيل المسارات الموصلة لها ووضع اللوحات الإرشادية وتزويدها ببعض الخدمات التي يحتاجها السائح عند زيارته للمكان.

موقع “قرن الجاح” الأثري بدماء والطائيين يؤكد على تعاقب الحضارات الإنسانية في عمان







ماء والطائيين ـ العمانية:
يوجد بولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية العديد من المواقع الأثرية الدالة على وجود الإنسان العماني منذ زمن بعيد، وتمثل هذه الآثار حقبًا زمنية لحضارات متعددة، منها الحصون والأبراج والنقوش الأثرية والأواني التراثية.
ويمثل موقع “قرن الجاح” الذي يوجد في ربوة صخرية ببلدة “إسماعية” إحدى قرى ولاية دماء والطائيين، وتحديدًا على الطريق القديم الذي يربط ولاية دماء والطائيين بولايتي قريات وصور، موقعًا أثريًا شاهدًا على استقرار الإنسان العماني وتواجده في هذا الوادي منذ القدم.
وقد تم العثور على آثار تواجده المتمثلة في الآثار المكتشفة حديثًا لنقوش صخرية تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، حيث تعبر هذه النقوش عن حياة الإنسان القديم بكافة تفاصيله اليومية والطبيعة التي عاشها، حيث توجد نقوش توضح الإنسان وهو يصطاد بعض الحيوانات، وبعضها الآخر يمثل الإنسان وهو في هيئة الاستعداد للقتال والمبارزة، وأخرى تمثل الإنسان وهو يمتطي الجمال والجياد والحمير، كما تظهر بعض الصور جمالًا تسير بخط مستقيم على هيئة قوافل تجارية.
وأفاد محمد بن راشد الرزيقي، باحث في التاريخ العماني، أن هذه النقوش المكتشفة تعود لفترات زمنية بعيدة تربو على ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، حيث توجد بالموقع الأثري نقوش ورسومات مختلفة تعود لعصور ما قبل الكتابة أي قبل أن يعرف الإنسان الكتابة بالحروف العربية.
وأضاف لوكالة الأنباء العمانية: إن بعض النقوش الصخرية المكتشفة في موقع “قرن الجاح” تظهر بعض الصور لعدد من الحيوانات كالظبي، والوعل، والثعالب، والنمور، والوشق، والضبع، والماعز، والأرانب البرية، وبقر الوحش، مشيرًا إلى أن حيوان بقر الوحش من الحيوانات التي لا يمكن رؤيتها اليوم بشبه الجزيرة العربية، وكان لها وجود في السلطنة قديمًا، حيث قام الإنسان باصطيادها والاستفادة من لحومها وشحومها للغذاء، واستفاد كذلك من جلودها لصنع اللباس والأحذية وغيرها من استخدامات تلك العصور.
كما توضح النقوش المكتشفة أيضا صورًا للجمال (سفينة الصحراء) التي استخدمت قديمًا كوسيلة نقل سريعة لقطع المسافات الطويلة وكذلك لنقل البضائع الثقيلة كخام النحاس، والأدوات والأواني النحاسية من مستوطنات النحاس.
ومن ضمن النقوش الموجودة في موقع “قرن الجاح” صورة لسفينة وبها أفراد يقومون بالصيد، ولعل بذلك أراد الإنسان القديم أن يصور ما شاهده بالمدن الساحلية من سفن ومراكب ويرسمه بتخيله الناصع بجبل “قرن الجاح” بكافة تفاصيله.
كما توجد بالموقع كتابات وخطوط عربية قديمة منها الخط الفينيقي القديم وهو أساس الأبجدية العربية، إذ تواجد الفينيقيون بعمان قديمًا، ومن أهم مدنهم الساحلية صور، وقلهات على ساحل بحر عمان، وقد نقلوا تلك المسميات لاحقًا إلى بلاد الشام بعد هجرتهم من عمان واستيطانهم سواحل البحر المتوسط.
جدير بالذكر أنه توجد حول موقع “قرن الجاح” مساكن حجرية قديمة، وكهوف سكنت بالعصر الحجري، ونظرًا لتوالي الاستيطان ظلت تلك الكهوف والمنازل يسكنها رعاة الماشية حتى العهد القريب








دماء والطائيين ـ العمانية:-

تزخر ولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية بالعديد من المواقع الأثرية الدالة على وجود الإنسان العماني منذ زمن بعيد، وتمثل هذه الآثار حقبًا زمنية لحضارات متعددة، منها الحصون والأبراج والنقوش الأثرية والأواني التراثية.
ويمثل موقع «قرن الجاح» الذي يوجد في ربوة صخرية ببلدة «إسماعية» إحدى قرى ولاية دماء والطائيين، وتحديدًا على الطريق القديم الذي يربط ولاية دماء والطائيين بولايتي قريات وصور، موقعًا أثريًا شاهدًا على استقرار الإنسان العماني ووجوده في هذا الوادي منذ القدم. وقد تم العثور على آثار حضارته المتمثلة في الآثار المكتشفة حديثًا لنقوش صخرية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث تعبر هذه النقوش عن حياة الإنسان القديم بكافة تفاصيله اليومية والطبيعة التي عاشها، حيث توجد نقوش توضح الإنسان وهو يصطاد بعض الحيوانات، وبعضها الآخر يمثل الإنسان وهو في هيئة الاستعداد للقتال والمبارزة، وأخرى تمثل الإنسان وهو يمتطي الجمال والجياد والحمير، كما تظهر بعض الصور جمالًا تسير بخط مستقيم على هيئة قوافل تجارية.
وأفاد محمد بن راشد الرزيقي، باحث في التاريخ العماني، «أن هذه النقوش المكتشفة تعود لفترات زمنية بعيدة تربو على ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، حيث توجد بالموقع الأثري نقوش ورسومات مختلفة تعود لعصور ما قبل الكتابة أي قبل أن يعرف الإنسان الكتابة بالحروف العربية». ومن ضمن النقوش الموجودة في موقع «قرن الجاح» صورة لسفينة وبها أفراد يقومون بالصيد، ولعل بذلك أراد الإنسان القديم أن يصور ما شاهده بالمدن الساحلية من سفن ومراكب ويرسمه بتخيله الناصع بجبل «قرن الجاح» بكافة تفاصيله.
كما توجد بالموقع كتابات وخطوط عربية قديمة منها الخط الفينيقي القديم وهو أساس الأبجدية العربية، إذ تواجد الفينيقيون بعمان قديمًا، ومن أهم مدنهم الساحلية صور، وقلهات على ساحل بحر عمان، وقد نقلوا تلك المسميات لاحقًا إلى بلاد الشام بعد هجرتهم من عمان واستيطانهم سواحل البحر المتوسط.


عبدالله بن علي بن حمد الحمحامي


عبدالله بن علي بن حمد الحمحامي

ممثل : ولاية دماء والطائيين , محافظة شمال الشرقية

المؤهلات والخبره:




  • عضوية اللجان في دور الإنعقاد الأول والثاني: لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية

  • عضوية اللجان في دور الإنعقاد الثالث والرابع:

حمد بن عامر السيابي

يا سحابة حب ممطرة بالفرح
هكذا تأتين في الوقت المفقود من الحب .. في الوقت المفقود من الشوق .. من اللهفة ..
هكذا أنت تطلعين فجأة بدون استئذان للذاكرة ..
بدون تقدير للمشاعر .. بدون شهادة ظهور ..
تطلعين من تحت رماد الصبر من تحت غبار الأيام .. من تحت ظلام العمر ..
تطلعين كطائر خرافي .. كزهرة .. كقطرة عطر .. كزخة مطر شتوي ..
تأتين من خلف حدائق النسيان .. من خلف شبابيك الورد ..
من ذاكرة طفولتي .. من رائحة الياسمين ..
من أين لك هذا الحضور المدهش ؟ من أين لك هذا الزخم المزلزل هذا الجمال الفريد .. هذه الأنوثة الشاهقة .. ؟؟
قولي بربك : أي ماء تشربين ليمنحك هذا الفيضان الأنثوي ..؟
أي نبيذ ترشفين ليمنحك حق الهذيان فوق رصيف الذاكرة ..؟
أي فستان هذا ؟ وأي عطر هذا ؟ وأي كحل هذا ؟ وأي تمايل هذا.. وأي ابتسامة هذه التي تمنحك حق قتل الآخرين بسهام عيون عسلية ؟؟
الشمس تلملم ما تبقى من خيوط أشعتها .. تاركة لك حق العبث بالأشياء ..
تنسحب من الشواطئ تاركة لك نوارسها يا نورسة الوقت ..
تغادر الأمكنة لتمنحك حق التسكع بصحبة موسيقى الدهشة ..
هذه أنت يا وردة حقل الحب .. تتسلقين جدران الذاكرة في زمن النسيان .. تبعثين لهب الشوق من تحت رماد الليل .. ترتمين على وسائد الأحلام كزهرة نرجس .. تكتبين كلماتك بعطر يومك .. ترسمين نهارك قبلة لهفة من عذوبة شفتيك .. وجهك قمر فقد مداره ذات فرح .. وأناملك مزهوة بنقشة حناء غجرية ..
عيناك غابة شوق تحت غيمة ماطرة ..
كل شيء فيك يمنح الأشياء حق الاستسلام ..
ويمنح الأمكنة حق الضياع ..
يا سحابة حب ممطرة بالفرح ..
اغسلي وجهي رغم سياط الحزن ..
يا زهرة حب يملأها الشوق .. امسحي من عيني دمعة فرح ..
يا رشة عطر برائحة الحب .. املئي يومي برائحة المطر ..
يا قصيد حب في دفتر ذاكرتي ..
اكتبي اسمك بين سطور الكلمات ..
أيتها القادمة من حيث الحب ..
بعثري أوراق ذاكرتي..
أعيدي إلى يومي دفاتر طفولتي المبعثرة .. أقلام سعادتي .. وحقائب أيامي المنسية ..
أعيدي إلى مسمعي أغنيتك الأولى وأنت ترقصين كفراشة ..
بلباس العيد ..
أعيدي إلى شهادة ميلادي ما ضاع من وقت ..
انثري عقد كلماتك مثلما كنت تفعلين ذات عناق ..
أزيحي خصلات شعرك المجنون عن جبين النور ..
انفضي زهر البنفسج عن فستانك الجديد ولملميه عقدا على جيد الجمال ..
سابقي أيامك فوق رمال شواطئ اللقاء ..
ابحثي في ذاكرتي ..
عن بقايا كلمات عبرت كالنسمة نحو جسدك ذات نهار ..
عن بقايا شهقات ارتج بها صدرك لحظة لقاء ذات مساء ..
عن بقايا قصائد وردية بين زوايا الحروف المنسية ..

علي بن محسن بن خلفان بن عمار بن سعيد بن سالم بن علي السوطي








التعريف بالشاعر

علي بن محسن بن خلفان بن عمار بن سعيد بن سالم بن علي السوطي بلدا والسليمي نسبا ، مسقط رأس الشاعر بلده (سوط) من قرى ولاية دماء والطائيين وكان ذلك في العام (1349 هـ).

نشأ الشاعر السوطي حيث الكتاتيب وتعلم القرآن الكريم وعلومه وكذلك السيرة النبوية والأحاديث الشريفة وأصول الفقه ما جعل حياته عامره بالإيمان ومرجعا في حل كثير من المسائل الفقهية ومصلحا اجتماعيا محبوبا من الجميع ..

للشاعر السوطي صولات وجولات في ميادين الشعر الشعبي خاصة فيما يتعلق بشعر النشدان ومقاصب الرزحة كتبها في أغراض شعرية مختلفة كالمدح والرثاء والمواعظ والإصلاح الاجتماعي والوصف والغزل ... إلى غير ذلك من الأغراض والمقاصد الشعرية .. وله العديد من المحاورات والمراسلات في مجال الشعر الشعبي .

كما أبدع رحمه الله في الشعر الفصيح وله ديوان مطبوع صدر عن مكتبة الضامري للنشر والتوزيع عند احتفال مسقط عاصمة الثقافة العربية في العام 2006م وهو " ديوان السوطي " للشيخ علي بن محسن السوطي السليمي الأزدي العماني.


محتويات الديوان

الباب الأول باب الوطنيات: حيث ضمن شاعرنا ما يربو من (24 قصيدة وطنية) تغنى بها في حب عمان وصحاريها ووديانها وجبالها وواكب نهضتها ومبانيها واحتفالاتها.
الباب الثاني باب المديح والتهاني فقد ضمن الشاعر هذا الباب (18 قصيدة) بدأه بمديح الرسول عليه السلام وكل التهاني التي بثها حبا وطربا وبهجة وسرورا ونفحة وحبورا في المدح والتهنئة.
الباب الثالث باب الوصف والرحلات حيث ضمن شاعرنا في هذا الباب (11 قصيدة) في الوصف والرحلات والتنقلات من هنا وهناك وتعتبر قمة في الروعة والجمال لما أبرزه فيه من صورة مقربة عن الأماكن وذكر المواطن والديار.
الباب الرابع باب الرثاء وفيه بكى واستبكى الشاعر من خلال (خمس قصائد) بث فيها حزنه وأساه وذكر صفات ومناقب الميت.
الباب الخامس باب المتفرقات وفيه جمع الشاعر (24 قصيدة) قالها في مختلف الأغراض الشعرية منها القصائد المهملة ، ويعد هذا الباب بمحتواه من أكبر الأبواب في ديوان السوطي.
الباب السادس باب المواريث وتضمن هذا الباب (11 قصيدة) كلها في النظم المتعلق بالميراث.
الباب السابع باب الأسئلة والأجوبة فشاعرنا فقيه وعالم في الأحكام الشرعية والفقهية وبطبيعة الحال يقصده الناس من أبناء ولايته في مسائل العلم والفقه وغيرها.

وبعد هذا العرض لمحتويات الديوان عموما يجد المتصفح لديوان السوطي أن معظم القصائد في جميع أبواب الديوان ختمت بالصلاة على النبي وعلى آله وأصحابه وهذا بطبيعة الحال يعود على النشأة التي نشأ عليها الشاعر السوطي ومن الأمثلة على ذلك ...

قصيدة بهجة الزمان في نهضة الزمان :

عاشــــــت لياليكم بجــــــاه محمد
خير الورى نور الهدى بدر الظلم
صلى عليه الله ما برق ســـــــــنا
في سحبه ليلا وما الودق انسجم
والآل والأصحاب ما قـــــد رددت
قامت وعند مثارها اندك الأشــم

قصيدة في افتتاح حصن المحيول بولاية جعلان بني بو حسن :

ثم الصلاة على المختار ســــــــيدنا
ما غرد الطير صـــــداحا على الفنن
والآل والصحب ثم التــــــــابعين لهم
ما انهل غيث الحيا من هاطل المزن

قصيدة قالها بلسان الولاية 1974م :

ثم الصلاة على المختار ســــــيدنا
خير البرية من حـــــــــاف ومنتعل
والآل والصحب ما الشكوى أردده
أقول حقا وغير الحق لــــــــم أقل

قصيدة نور العيد :

وصلاة ربي للــذي وردت به
الآيات في القرآن بالــــترديد
اقرأ كتابك يا محـــــمد ذاكرا
رتله بالإدغام والتجــــــــويد
والآل والأصحاب ما قار تلا
لاح الصباح بنور يوم العــيد


التقيت بالشاعر الشيخ الأديب علي بن محسن السوطي عدة مرات في منزله ببلدة سوط من ولاية دماء والطائيين وكان كريما حلو الحديث هاشا باشا لاتمل من مجالسته ولاتحس بالوقت في معيته ... كما التقيته في عدة مناسبات أخرى خارج ولايته .

أصيب منذ سنوات بالمرض الذي اودى بحياته ، بعد فترات ورحلات علاجية مستمره ، توفي رحمه الله تعالى رحمة واسعة مساء يوم الأربعاء 6 من ربيع الأول 1435 هـ الموافق 8 يناير 2014 مـ عن عمر يناهز 86 عاما .

الشيخ محمد بن سيف الأغبري أديب وحكيم من أعلام عمان الأفذاذ






الشيخ محمد بن سيف الأغبري أديب وحكيم من أعلام عمان الأفذاذ


ولادته عام 1920 م في ولاية دماء والطائيين في بيئة طبيعية جبلية التي ساهمت في صقل شخصيته وكما تقلد عددا من الوظائف منها والي على عدد من الولايات منها 1974 بولاية إبراء وله نظم من القصائد والأودية الشعبية وتوفي عام 1997 عن عمر ناهز سبعة وثمانين عاما.

حيث تناولت الندوة عددا من أوراق العمل قدم الورقة الأولى سعادة الشيخ أحمد بن عبدالله الفلاحي أما الورقة الثانية فقدمها د.سيف بن يوسف بن سيف الأغبري وأدارها الدكتور محسن بن حمود الكندي الذي قدم لأوراق العمل متحدثا عن تاريخ الشيخ الأدبي والإداري وعلاقته بمشايخ تلك الفترة التي عاش فيها الشيخ محمد الأغبري، و ذكرا بعضا من قصائده المتنوعة منها قصائد في النصح والتهنئة والأحوال الاجتماعية المختلفة، وأنه رجل المواقف الاجتماعية وذكر منها دوره في تجنب المجتمع عددا من المطبات التي تعرض لها المجتمع العماني ومنها المد الشيوعي. كما ذكر د. محسن بعضا من الأماكن التي تعلم فيها الشيخ ونشأ فيها وهي بلدة الثابتي.






أحمد الفلاحي
عرف الشيخ محمد بن سيف الأغبري بأنه من الرجال الأفذاذ الحكماء المتميزين بين أعلام الوسط العماني في زمانه فقد كان مصلحا ومسددا للأحوال عاقلا نبيها فطنا ينظر للأمور نظرة البصير المدقق غير المتعجل وقد عرفه الناس بتلك الصفات فقصدوه ملتمسين عونه ومشورته فيما ينوبهم من أحداث الدهر فكان الخبير المتعمق الذي يعطي لكل مشكلة حلها في رزانة وهدوء وكم من صعوبات بدت كما لو أنها معيقة صعبة الإزاحة لا سبيل للتخلص منها عالجها بطريقته السلسة النافذة فذابت وتبددت. فالرجل بحكم ممارسته الطويلة لمتغيرات الحياة وتطوراتها قد اكتسب التجارب المؤثرة والرؤى الواقعية وذلك من خلال موهبته الفذة وذكائه المتقد النابع من نفسيته اللماحة المدركة منذ بواكير حياته الأولى وكان الموقذ الأول لتلك الحواس الذاتية المرهفة والده العلامة الكبير البارز المشهود له بصواب الرأي وجودة التدبير فقد كان هو مربيه ومعلمه وموجهه في بدايات صباه قبل أن يلتحق بالمدارس ويقعد مقعد المتتلمذ. وكلما كبر والتمع شبابه كانت تلك المدرسة الراشدة العظيمة الأفق هي حاضنته ومحيطه الذي يتقلب فيه من طور إلى طور يصعد في سنوات العمر ويصعد في المعرفة من جميع تجلياتها فقهية أو سياسية أو اجتماعية قبلية تتعاطى مع جمهور الناس من حوله. وإذا فاته شيء من مدرسة أبيه الواسعة استدركه من أستاذه الآخر أخيه الأكبر الشيخ سالم بن سيف الذي كان فقيها وقاضيا وأديبا وشاعرا وحصيفا في معالجة معظلات الأمور. ومع التحصيل العلمي والعملي الذي أخذه هذا الشيخ في أوليات شبابه ظهر لديه الاهتمام بالأدب متأثرا بالجو المحيط به وقد نمى والده ذلك التوجه وشجعه عليه وبصره من أمره ما يلزم التبصير به. وما أن دخل مرحلة الشباب إلا وهو على مستوى جيد من المعرفة والدراية وكان من بين المصادر التي كونت تأسيسه الأولي مجلس والده المصطخب بالفقه ونظم الشعر ومجادلة الحاضرين ومناقشتهم ومواجهة المشتكين والمدعين والفصل بينهم. وفي ذلك الحراك أورق عوده وانصقلت مواهبه وبرزت ملكاته إضافة إلى مكتسباته الكثيرة الأخرى من مرافقته لوالده في المهمات الكبيرة التي تسندها الدولة إليه وهو أحد كبار رجالها الثقاة المقتدرين ليتابع شؤونها ويحل معضلاتها وهو في مرافقته تلك الشاهد اليقظ الحافظ لكل ما يراه ويسمعه بذكائه المتقد ونباهته الملفتة مع صغر عمره كما كان الحاضر للقاءات أبيه بالإمام والسلطان مستمعا للحديث ومستوعبا لما يدور فيه.
من كل ذلك كان شيخنا مهيئا وهو في مطلع نشأته ليكون مساعدا لوالده خلفا لأخيه الذي أسندت إليه وظيفة القضاء بعيدا عن أبيه فصار هو كاتبه المدون للكثير من محرراته ومراسلاته ومؤلفاته ورسوله المؤتمن إلى أصحاب القرار لينقل إليهم ويستمع منهم ويأخذ توجيهاتهم ثم فيما بعد كان نائب والده حين غيابه ليضطلع بالمهمات ويقوم بتصريف الأمور في كفاءة تامة وهكذا قادته المشاهدات والممارسات والإلمام بقدر وافر من العلوم إلى تشكل شخصيته وبروزها للصدارة متحملة المسئوليات ومعالجة للمستجدات بتفوق واقتدار.
تخرج الشيخ من تلك الجامعة العلمية والعملية ليبدأ نشاطه الوظيفي فكان التوفيق حليفه والنجاح سنده في كل أمر أوكلت إليه مسئوليته ومن هنا كانت بداياته في ممارسة الأعمال الرسمية واتصاله بالناس مدبرا واعيا ومصلحا ناجحا مكتسبا المحبة والتقدير والرضا من الجميع محرزا الشكر والثناء ممن تعامل معهم ظافرا بكبير ثقتهم وبادلهم هو الثقة بمثلها باذلا لهم عنايته ورعايته مقدما الجهد كله لمساعدتهم وتذليل العقبات من أمامهم وتعززت هذه الصلة بينه وبينهم لتتوطد وتصبح مع الأيام رابطة يصعب فكها.
وقد أسندت إلى الشيخ بعد اكتمال نضجه مسئولية العديد من الولايات فقام بالواجب في إدارتها وتطويرها وحسن الإشراف عليها وتنظيم أمورها والانسجام مع شيوخها وقادة المجتمع المحلي بها وكانت خاتمة مسيرته بين الولايات ولاية إبراء التي أحبها وأمضى فيها سنين عديدة وظفرت بجميل اعتنائه وإخلاصه وأولاه أهلها صادق مشاعرهم ومساندتهم وكانوا خير معاون وداعم له في مساعيه لتطوير ولايتهم ورقيها والمطالبة بإنشاء المشروعات الخدمية فيها ولعل من أبرز الإنجازات الكبيرة التي تحققت لإبراء أثناء ولايته افتتاح المستشفى المرجعي إضافة إلى المدارس والطرق وغيرها من المنشآت الحديثة.
وفي أيامه وبتأييده وتشجيعه بدأ السعي والانطلاق لتحقيق الاندماج بين نادي إبرا ونادي المضيرب ليتكون منهما “نادي الاتفاق”.
وبسبب الألفة الحميمة التي نشأت بينه وبين إبرا وتعلقه بها قرر أخيرا اتخاذها سكنا دائما له بعد تقاعده من العمل ليمضي بقية حياته سعيدا هانئا بالعيش في ربوعها وبين أهاليها إلى أن وافاه الأجل المحتوم وصار ترابها مقرا أبديا لجسده حين فارقته الروح.
والشيخ محمد بن سيف كان محبا للشعر يتلوه ويترنم به في مجالسه وله هو نفسه منظومات متعددة تناولت أغراضا مختلفة في الوطنيات وفي الرثاء وفي الوصف وفي الاخوانيات والمطارحات.
وفي غير النظم له كذلك اهتمام بكتابة فن المقامات ولكن مقاماته فقدت للأسف الشديد ولم يعد موجود منها سوى واحدة هي مقامة “الفاطر” التي نشرتها مجلة “الغدير” في عددها العشرين الصادر في يوليو 1979.
أما منظوماته فقد قام نجله الشيخ عبدالله بن محمد بجمع الذي استطاع إدراكه منها في ديوان صغير وطبعه ليطلع الناس عليه كذكرى لوالده والديوان على صغره يمثل صورة من مأثور الشيخ يمكن للمهتمين بالأدب الرجوع إليها.
ومن أهم مناظيمه ما قاله في الترحيب باعتلاء السلطان قابوس لعرش عمان سنة 1970م وقد جاء فيها:
تولى زمام الحكم قابوس واستلم
وأفراح هذا الشعب موج قد التطم
وأضحى يدير الأمر بالرشد قائما
بعزم وحزم ثابت الجأش والهمم
بعيد المدى غوث الورى مظهر الهدى
عظيم الندى بحر من الجود والكرم
نواياه تبدي الخير في كل موقف
وتدعو إلى مستقبل زاهر أشم
وحين بدأ ظهور ملامح النهضة والتطور في شتى المجالات حاملة البشائر السعيدة بالمكاسب الكبرى للشعب العماني منطلقة به لآفاق الحضارة الحديثة المزهرة من حوله في جميع أنحاء العالم جاءت تحية الشيخ محمد بن سيف عام 1972م مبتهجة بما يراه أمامه من تنامي المنجزات المتصاعدة:-
بدر الكمال تجلى
وغيهب الليل ولى
والكون أشرق نورا
والوجه منه استهلا
والدهر أضحى فتيا
وصير الصعب سهلا
أتى بسلطان قسط
أقام في الناس عدلا
وقد شارك الشيخ في الاحتفاء بمجلة الغدير غداة صدورها مع أقرانه الناظمين من أهل تلك الفترة مبينا سروره بذلك وظل بعد ذلك متابعا لها يطالب بإرسالها إليه شهريا ويعاتبنا إن تأخر وصولها:
قد اتصل “الغدير” بنا فتاقت
إليه النفس من حسن البيان
فهيج كل ذي أدب نجيب
وحرك قلبه مما يعاني
ومن بين تفاعله في ركب الأدب انضمامه إلى متوالية نظمية دبجها مجموعة من الأدباء حول الشيخ أحمد بن عبدالله الحارثي الذي اتهمه البعض بالإساءة لنساء بلدته المضيرب حين عبر في إحدى قصائده عن إطرائهن ووصف جمالهن وتفاوتت مواقف تلك الردود بين المؤيد والمعارض والمحايد وممن شارك في تلك المساجلة الإخوانية الشيخ خالد بن مهنا البطاشي والشيخ بدر بن سالم العبري والقاضي أبو سرور حميد بن عبدالله الجامعي والشيخ محمد بن سيف وكان من المناصرين للشيخ أحمد بن عبدالله حيث قال:
وما أبديت فيه من انتقاد
لواصف خرد بيض حسان
لسان الحال منه يقول جهراً
“عذولي في الحلال من الغواني”
بلادي قلت ما قد قلت فيها
من الأوصاف في شتى المعاني
ولم يتعد بي أدبي لوصف
لغير أهيل داري أو مكاني
وقد نشرت مجلة “الغدير” كل تلك المنظومات متتابعة عددا بعد عدد.
ومن مناظيم الشيخ محمد التي اشتهرت وذاعت جوابيته لصديقه الشيخ خالد بن مهنا البطاشي حين أرسل يعاتب بعض أهل إبرا الذين تصور أنهم أساءوا إليه وتسببوا في نقله وفيها يقول “علاية إبرا قد سئمت مقامها” ضمن كلام به الكثير من الانفعال وكان في جواب الشيخ محمد بن سيف دعوة للتخفيف من الغضب والحث على اتباع منهج الهدوء وعدم الالتفات لمقالات القائلين وأن تكون صلة من ابتلي بتحمل المسئولية ليست بطريقة رد الفعل وإنما وفق شخصيته هو ذاته وعلى مستوى قدر مكانته دون اهتمام بما يبديه البعض أو يظهره من الشحناء واللجاج والاثارة والاصطخاب وان يجعل سلوكه معهم على الدوام سلوك الإنصاف وأسباغ المعروف على الكل المحسن والمسيء لا يحركه إلا مبدأ التزام الحق والعدل والعفو عن الزلل وتجاوز الأخطاء وفي ذلك يقول:
تحمل فكم نال العلا من تحملا
وكابد صروف الدهر إن مر أو حلا
ولا تبدي ما في النفس للغير من جفا
ولا حالة تستنكرنها من الملا
وخالق بني الدنيا بما أنت قادر
عليه ولا تبخل بما الله أجزلا
وأولي جميع الناس ما أنت أهله
وكن دائما مستبشرا متهللا
وأوسعهموا رفقا وحلما وشيمة
عسى أن ترى منهم محلا ومنزلا
أجل واصنع المعروف في أهله وفي
سواهم ولا تنظر لشكر ولا ولى
وإن منزل يوما نبا بك فانتقل
إلى منزل فيه تعيش مبجلا
وكانت بينه وبين الشيخ خالد بن مهنا مودة وصلة حميمة توطدت مع الأيام وظلت قوية ثابتة لم تتغير وكان التواصل بينهما مستمرا وقد كتب الشيخ خالد إليه في إحدى المرات يحثه على الاهتمام بإظهار تراث والده العلامة الشيخ سيف بن حمد وتحقيق كتبه وطباعتها مع الاعتناء في الوقت نفسه أيضا بكتب أخيه الأكبر القاضي الشيخ سالم بن سيف وقد استجاب الشيخ لتلك النصيحة وسعى لتحقيقها وبدأ في إظهار كتب الشيخين مطبوعة مثلما نبه الشيخ خالد.
ومناظيم الشيخ محمد بن سيف كثيرا ما تتبدى فيها مظاهر الحكمة والحث على القيم الشريفة والاعتداد بها فهو في الأغلب ينصح ويوجه منتهجا سبل التأمل والتروي والتزام المسارات الرشيدة كمثل ما رأينا في إجابته لصديقه الشيخ خالد بن مهنا ونفس معاني الصبر والتبصر وعدم التسرع تكررت في أقواله بصور متعددة. وفي منظومة أخرى له نجده يؤكد على ضرورة الالتزام بمحبة الناس ومراعاتهم ومخالقتهم والاهتمام بمناصرة المظلوم وإكرام الضيف والعفو عن المسيء وقد يلمح القارئ بها شيئا من ملامح سيرته الذاتية وممارساته الحياتية:
من لازم التقوى وللنفس حمى
عن كل ما تهوى وما تغشما
واتخذ الصبر الجميل حلة
وفوض الأمر لخلاق السما
وخالق الناس بخلق حسن
وأصدق القول إذا تكلما
واكرم الضيف لدى حضوره
ونصر المظلوم ممن ظلما
وقام بين الناس سعي جهده
مسددا أحوالهم متمما
ومن إذا المسيء يوما جاءه
معتذرا أعفاه عما أجرما
وفيها الكثير من الإشارات لسلامة التوجه وسديد الرأي الذي ينبغي للناس اتخاذه في حركات حياتهم. ومن إرشاداته المتزنة كذلك قوله في منظومة ثانية:
وكن آخذا بالحزم في كل موقف
فإن اتخاذ الحزم خير سجية
وساير زمانا انت تعلم أهله
وما عنك أحوال لهم بخفية
فعاملهم بالرفق مهما تجدله
سبيلا وأرشد للطريق السوية
ودع عنك سيف العنف لا تشهرنه
ففي ذاك تغيير النفوس الأبية
إرشاد جلي لمن ابتلي بتسيير أمور الناس والإشراف على متابعة أحوالهم ليتجنب العنف والغلظة ويجنح إلى اللين والمسايرة وأخذ الناس بالحسنى ومعاملتهم بالنصح والكياسة وتجنب الشدة إلا في الحالات الضرورية التي استحال فيها أسلوب الملاطفة والرفق.
والشيخ محمد بن سيف كان من رواة الشعر العربي وحافظيه بما في ذلك الشعر العماني كما أن لديه مخزونا ضخما من أخبار عمان وأحداثها وسير أهلها وحكايات أعلامها من أهل زمنه الذين عايشهم أو من الماضيين على مدى العصور المتعاقبة.
وهو بعد ذلك طبيب مجرب له معرفة بتشخيص الأمراض والعلاج منها فهو مجبر لكسور العظام وممارس للكي وعارف بأدواء الأعصاب وله دراية كبيرة بالأعشاب والنباتات واستخلاص الأدوية منها ومن جذور الأشجار وورقها وأزهارها وثمرها فهو أشبه بأولائك الحكماء القدامى الذين لهم من كل مجال نصيب.
وهذه الإشارات عن الشيخ محمد بن سيف هي بمثابة وقفات عجلى تجمل ولا تفصل.
وقد أسعدني الحظ بالتعرف على الشيخ الجليل والجلوس معه والاستماع لأطايب حديثه وقد كان صديقا لوالدي وما زلت أتشرف بالاحتفاظ ببعض رسائله الكريمة التي أتحفني بها.