دعوة لاكتشاف وادي دماء
مشاهد جميلة عديدة تفرزها الطبيعة الساحرة في السلطنة، تتطلب التأمل الدائم في تكوينات الجبال وانسياب الأودية عبر إنحداراتها لتشق طريقها سواء إلى مياه بحر العرب أو مياه خليج عمان أو إلى المناطق الصحراوية والرملية، وعلى قمم المرتفعات الجبلية تنقسم الأرزاق وتجري مياه الأودية بمختلف مساراتها، وربما قطرة مطر تنقسم عند ملامستها الأرض إلى عدة اتجاهات، فالطبيعة الجبلية غنية بهذه التأملات.
ورحلتنا اليوم إلى أحد أودية السلطنة المعروفة، وهو وادي دماء بولاية دماء والطائيين، نمر خلال محطات الرحلة على بداية انسياب مسارات المياه من المرتفعات الجبلية، ونتابع مسارها لمسافة 50 كيلومترا مليئة بالمشاهد الرائعة، التي تحتضنها طبيعة هذا الوادي. oo ¤ بداية رحلتنا من المنعطف المؤدي إلى ولاية دماء وتحديداً من ولاية إبراء بالقرب من قرية الحايمة، ويبعد هذا المنعطف مسافة 132 كيلومترا من دوار برج الصحوة عبر الشارع المتجه إلى المنطقة الشرقية.
يؤدي هذا الشارع كذلك إلى عدة قرى جميلة، تقع على مسار الشارع، ومنها القصيبة وخدد، وبعدها قرية قفيفة، وهي تابعة لولاية إبراء، حيث ينتهي عندها الشارع المعبد حتى الوقت الراهن، تبدأ بعدها رحلة عبر الشارع المحاذي لوادي قفيفة، وهو ينحدر باتجاه ولاية إبراء، وبعدها يواصل الشارع الصعود التدريجي إلى المرتفعات الجبلية، حتى نصل عند قمة المرتفعات بعد أن نقطع مسافة 22كم من بداية المنعطف.
وهنا يجب التأمل في المشهد الذي تنقسم فيه مياه الأمطار، فالانحدارات المتجهة غرباً تؤدي إلى وادي قفيفة، ومنها إلى ولاية إبراء، ويصب بعدها هذا الوادي في المناطق الصحراوية . أما الانحدارات المتجهة شرقا، فتجرى فيها مياه الأمطار لشق طريقها إلى وادي دماء، الذي يمتد لمسافة 50كم تقريباً، حتى يلاقي وادي الطائيين عند قرية الغيان، ومنها عبر وادي ضيقه، الذي يواصل جريانه حتى ولاية قريات ويصب بعدها في مياه خليج عمان.
تسمى هذه المرتفعات بعقبة ثيب، ومنها يمكن مشاهدة أعلى مرتفعات جبال الحجر الشرقي في أقصي المشهد.
بعدها تبدأ القيادة عبر انحدارات شعاب وادي دماء، حتى الوصول إلى قرية الحاجر، وهي أولى القرى الرئيسية للوادي، وتتميز بالكثافة السكانية ويلاحظ الزائر من الوهلة الأولى ارتفاع البيوت المبنية حديثاً على جانبي الوادي لأكثر من أربعة أمتار، وذلك تجنباً لوصول مياه الوادي إليها بالرغم من سعة مسار الوادي عند هذه القرية، ويدل ذلك على غزارة جريان وادي دماء في أوقات مواسم الأمطار.
وبعد ذلك نواصل رحلتنا في مسار الوادي، الذي تزداد روافده كلما توغلنا في عمق الوادي، مروراً ببعض القرى السكنية، منها قرية الخطم على يسار مجرى الوادي، وقرية عوف وقرية المحصنة المميزة بأبراجها، وقرية القطيفي، التي يوجد بها مركز صحي حديث، وبعدها قرية الغمصة ويوجد بها مكتب نائب والي دماء والطائيين بنيابة دماء، وعند الوصول إلى قرية المدرة، تبدأ مياه الوادي في الظهور على السطح وتجري عبر الصخور. تبعد هذه القرية مسافة 30 كم من بداية المنعطف المؤدي إلى ولاية دماء، وتظهر مياه الوادي عند هذه القرية نظراً لضيق مجراه، ويواصل تعرجه وسط واحات النخيل، التي تمتد على جانبيه دون إنقطاع، وتوجد في الوادي انواع عديدة من الشجيرات المزهرة، التي أضافت لمسة جمالية على مشاهد الوادي المتعرج، بعدها نصل إلى قرية الحصن، التي تتميز بمبانيها الأثرية وأبراجها، ويوجد بها بعض المحلات في سوقها الصغير، يخدم سكان القرى والسياح القادمين لهذا الوادي، في هذه القرية يضيق جداً مسار الوادي، بحيث لا يتعدى 30 متراً في بعض المواقع، ولولا الصخور الصلبة على جانبي مجرى الوادي لتأثرت كثيراً المزارع الواقعة على جانبيه، التي تطل بنخيلها الباسطة على الوادي، وبعد ذلك نصل إلى قرية الحيل وقرية القفصة وتتميز بوجود بعض مواقع للمياه الكبريتية في بطن الوادي، وعند قرية الحارة يزيد مستوى مياه الوادي حيث يصب فيه وادي ناح، الذي ينوح بجريانه المستمر عبر الصخور.
في هذا الموقع التقيت مع سالم بن خميس السيابي من سكان نيابة دماء، الذي أرشدني إلى بعض المواقع السياحية المهمة بوادي دماء، الخاصة للرحلات العائلية أو الرحلات الشبابية والسياح الذين يرغبون اكتشاف وادي دماء والتأمل في جمالياته، وبالرغم من عدم نزول الأودية الغزيرة بوادي دماء منذ أربع سنوات تقريباً، إلا أنه ما زالت تتدفق فيه المياه العذبة.
أفضل المواقع السياحية المناسبة للتخييم توجد بقرية الصموط، وتقع على مسافة 38كم من بداية المنعطف، وتوجد بها برك مائية غزيرة مناسبة للاستحمام والسباحة في مجرى الوادي، وبعد كيلومتر ونصف الكيلو من الموقع السابق، توجد كذلك أماكن جيدة للتخييم في مجرى الوادي ويسمى بسيجاء، يتميز بالمشاهد الرائعة، التي تضيفها شجيرات الوادي بلونها الأخضر والأصفر. ويوجد احد الأفلاج في هذا الموقع، وفي فصل الشتاء توجد أماكن ظليلة أسفل المرتفعات الصخرية المطلة على الوادي.
ان وصول الشارع المسفلت إلى وادي دماء، سوف يسهم كثيراً في تشجيع الحركة السياحية لاكتشاف سحر جماله، وجار حالياً رصف الشارع من قرية محلاح مركز ولاية دماء والطائيين وصولاً إلى قرى نيابة دماء، حيث لا يبعد الشارع حاليا سوى 20 كم من المواقع السياحية في وادي دماء،
نصائح مهمة
* يتطلب حالياً الوصول إلى وادي دماء استخدام سيارة الدفع الرباعي، خاصة للقادمين من ولاية إبراء.
* من المناسب كثيراً زيارة هذا الوادي من المنعطف المؤدي إلى وادي الطائيين عبر الشارع المسفلت لمسافة 64كم حتى قرية محلاح، ومنها إلى قرى نيابة دماء لمسافة 20كم أخرى وجار العمل حاليا في رصف هذه المسافة المتبقية.
مع تمنياتي لجميع السياح برحلة سعيدة وموفقة إن شاء الله.
ورحلتنا اليوم إلى أحد أودية السلطنة المعروفة، وهو وادي دماء بولاية دماء والطائيين، نمر خلال محطات الرحلة على بداية انسياب مسارات المياه من المرتفعات الجبلية، ونتابع مسارها لمسافة 50 كيلومترا مليئة بالمشاهد الرائعة، التي تحتضنها طبيعة هذا الوادي. oo ¤ بداية رحلتنا من المنعطف المؤدي إلى ولاية دماء وتحديداً من ولاية إبراء بالقرب من قرية الحايمة، ويبعد هذا المنعطف مسافة 132 كيلومترا من دوار برج الصحوة عبر الشارع المتجه إلى المنطقة الشرقية.
يؤدي هذا الشارع كذلك إلى عدة قرى جميلة، تقع على مسار الشارع، ومنها القصيبة وخدد، وبعدها قرية قفيفة، وهي تابعة لولاية إبراء، حيث ينتهي عندها الشارع المعبد حتى الوقت الراهن، تبدأ بعدها رحلة عبر الشارع المحاذي لوادي قفيفة، وهو ينحدر باتجاه ولاية إبراء، وبعدها يواصل الشارع الصعود التدريجي إلى المرتفعات الجبلية، حتى نصل عند قمة المرتفعات بعد أن نقطع مسافة 22كم من بداية المنعطف.
وهنا يجب التأمل في المشهد الذي تنقسم فيه مياه الأمطار، فالانحدارات المتجهة غرباً تؤدي إلى وادي قفيفة، ومنها إلى ولاية إبراء، ويصب بعدها هذا الوادي في المناطق الصحراوية . أما الانحدارات المتجهة شرقا، فتجرى فيها مياه الأمطار لشق طريقها إلى وادي دماء، الذي يمتد لمسافة 50كم تقريباً، حتى يلاقي وادي الطائيين عند قرية الغيان، ومنها عبر وادي ضيقه، الذي يواصل جريانه حتى ولاية قريات ويصب بعدها في مياه خليج عمان.
تسمى هذه المرتفعات بعقبة ثيب، ومنها يمكن مشاهدة أعلى مرتفعات جبال الحجر الشرقي في أقصي المشهد.
بعدها تبدأ القيادة عبر انحدارات شعاب وادي دماء، حتى الوصول إلى قرية الحاجر، وهي أولى القرى الرئيسية للوادي، وتتميز بالكثافة السكانية ويلاحظ الزائر من الوهلة الأولى ارتفاع البيوت المبنية حديثاً على جانبي الوادي لأكثر من أربعة أمتار، وذلك تجنباً لوصول مياه الوادي إليها بالرغم من سعة مسار الوادي عند هذه القرية، ويدل ذلك على غزارة جريان وادي دماء في أوقات مواسم الأمطار.
وبعد ذلك نواصل رحلتنا في مسار الوادي، الذي تزداد روافده كلما توغلنا في عمق الوادي، مروراً ببعض القرى السكنية، منها قرية الخطم على يسار مجرى الوادي، وقرية عوف وقرية المحصنة المميزة بأبراجها، وقرية القطيفي، التي يوجد بها مركز صحي حديث، وبعدها قرية الغمصة ويوجد بها مكتب نائب والي دماء والطائيين بنيابة دماء، وعند الوصول إلى قرية المدرة، تبدأ مياه الوادي في الظهور على السطح وتجري عبر الصخور. تبعد هذه القرية مسافة 30 كم من بداية المنعطف المؤدي إلى ولاية دماء، وتظهر مياه الوادي عند هذه القرية نظراً لضيق مجراه، ويواصل تعرجه وسط واحات النخيل، التي تمتد على جانبيه دون إنقطاع، وتوجد في الوادي انواع عديدة من الشجيرات المزهرة، التي أضافت لمسة جمالية على مشاهد الوادي المتعرج، بعدها نصل إلى قرية الحصن، التي تتميز بمبانيها الأثرية وأبراجها، ويوجد بها بعض المحلات في سوقها الصغير، يخدم سكان القرى والسياح القادمين لهذا الوادي، في هذه القرية يضيق جداً مسار الوادي، بحيث لا يتعدى 30 متراً في بعض المواقع، ولولا الصخور الصلبة على جانبي مجرى الوادي لتأثرت كثيراً المزارع الواقعة على جانبيه، التي تطل بنخيلها الباسطة على الوادي، وبعد ذلك نصل إلى قرية الحيل وقرية القفصة وتتميز بوجود بعض مواقع للمياه الكبريتية في بطن الوادي، وعند قرية الحارة يزيد مستوى مياه الوادي حيث يصب فيه وادي ناح، الذي ينوح بجريانه المستمر عبر الصخور.
في هذا الموقع التقيت مع سالم بن خميس السيابي من سكان نيابة دماء، الذي أرشدني إلى بعض المواقع السياحية المهمة بوادي دماء، الخاصة للرحلات العائلية أو الرحلات الشبابية والسياح الذين يرغبون اكتشاف وادي دماء والتأمل في جمالياته، وبالرغم من عدم نزول الأودية الغزيرة بوادي دماء منذ أربع سنوات تقريباً، إلا أنه ما زالت تتدفق فيه المياه العذبة.
أفضل المواقع السياحية المناسبة للتخييم توجد بقرية الصموط، وتقع على مسافة 38كم من بداية المنعطف، وتوجد بها برك مائية غزيرة مناسبة للاستحمام والسباحة في مجرى الوادي، وبعد كيلومتر ونصف الكيلو من الموقع السابق، توجد كذلك أماكن جيدة للتخييم في مجرى الوادي ويسمى بسيجاء، يتميز بالمشاهد الرائعة، التي تضيفها شجيرات الوادي بلونها الأخضر والأصفر. ويوجد احد الأفلاج في هذا الموقع، وفي فصل الشتاء توجد أماكن ظليلة أسفل المرتفعات الصخرية المطلة على الوادي.
ان وصول الشارع المسفلت إلى وادي دماء، سوف يسهم كثيراً في تشجيع الحركة السياحية لاكتشاف سحر جماله، وجار حالياً رصف الشارع من قرية محلاح مركز ولاية دماء والطائيين وصولاً إلى قرى نيابة دماء، حيث لا يبعد الشارع حاليا سوى 20 كم من المواقع السياحية في وادي دماء،
نصائح مهمة
* يتطلب حالياً الوصول إلى وادي دماء استخدام سيارة الدفع الرباعي، خاصة للقادمين من ولاية إبراء.
* من المناسب كثيراً زيارة هذا الوادي من المنعطف المؤدي إلى وادي الطائيين عبر الشارع المسفلت لمسافة 64كم حتى قرية محلاح، ومنها إلى قرى نيابة دماء لمسافة 20كم أخرى وجار العمل حاليا في رصف هذه المسافة المتبقية.
مع تمنياتي لجميع السياح برحلة سعيدة وموفقة إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق